سلسلة مقالات الإخوان والجيش والثوره رقم 13
خلال وزارة على ماهر التى تولت فى 27 يناير عام 1952 م حتى 1 مارس 1952 م نشطت عملية إصدار المنشورات فأصدر تنظيم الضباط الأحرار منشوراً يدين فيه سياسة على ماهر الراميه إلى تصفية الكفاح المسلح ومطالبته بإلغاء الأحكام العرفيه وكان تنظيم الضباط الأحرار قد قرر من قبل تأجيل قيام الثورة عامين على الأقل عن موعد قيامها
فى الأول من مارس 1952م إستقال على ماهر وكلف أحمد نجيب الهلالى بتشكيل الوزاره وقبل صدور خطاب تشكيل وزارته فى أواخر فبراير زار جمال عبدالناصر وكمال الدين حسين خالد محيى الدين فى منزله بمصر الجديده من دون موعد سابق وجلس جمال عبدالناصر متوتراً وأفضى لخالد بهواجسه قائلاً لابد من التحرك فوراً لأن الهلالى سوف يعطل الدستور ويحل البرلمان وأنه سيحرف المعركه الوطنيه إلى معركة ضد فساد الحكم وسوف يؤجل المواجهه مع الإنجليز ومن ثم فلابد أن نتحرك فوراً بعمل إنقلاب قبل تولى نجيب الهلالى الحكم
إلا أن خالد محيى الدين طلب من جمال عبدالناصر إستطلاع رأى الضباط قبل تقرير أى شئ وذهب جمال عبدالناصر إلى مجموعة المدفعيه وصارحهم برأيه ولكن ضباط المدفعيه أكدوا أن عددهم غير كاف للتحرك وكذلك لم تتحمس مجموعة الفرسان لعمل إنقلاب يؤدى إلى عودة الوفد للحكم
عندما ألف الهلالى وزارته أصدر تنظيم الضابط الأحرار منشوراً جاء فيه
توالت مؤامرات الأستعمار الأنجلو أمريكى فى الفتره الأخيره فى مصر لمحاولة القضاء على الحركه الوطنيه وصرف أنظار الشعب عن الكفاح المسلح ضد الأستعمار فى القناه إلى المشاكل الداخليه فى القاهره فبعد أن أعلنت حكومة الوفد قطع المفاوضات وإلغاء المعاهده ورفض حلف الشرق الأوسط الرباعى الأستعمارى وتكوين الكتائب الوطنيه وبعد أن أشتدت جذوة الوطنيه فى البلاد حتى كادت مصر أن تصل إلى حقوقها كامله دبر الأستعمار وأذنابه أنقلاب 26 يناير الماضى (( حريق القاهره )) وجاءت حكومة على ماهر وبدأت المفاوضات من جديد وكان الأستعمار والخونه المصريون يؤملون كثيراً فى على ماهر وفى تسليمه تسليماً كاملاً بمطالبهم بقبول الحلف الرباعى وحل البرلمان وأعتقال آلاف الوطنيين وأستعمال الأحكام العرفيه للتنكيل تنكيلاً واسعاً بالشعب (( واخدين بالكم يابتوع ولايوم من أيام الملكيه زيكم زى بتوع مبارك بالظبط )) ولكن خاب رجاؤهم ولم يجبهم على ماهر إلى كل مطالبهم فكان لابد من إنقلاب جديد لتحقيق الأهداف الأستعماريه لابد من إنقلاب جديد وتحويل الحركه إلى الداخل والقيام بحركة تطهير واسعه بحجة تقوية الصفوف قبل مجابهة الأستعمار
وصل الهلالى إلى الحكم وأعلن بصراحه أن مهمة وزارته الرئيسيه هى التطهير والقضاء على الفساد وقد تناسى أن الفساد الأكبر مصدره الأستعمار وأنه لا يمكن القضاء على الفساد الداخلى إلا إذا قضى على أسبابه ومصدره إن من أهداف الضباط الأحرار الكفاح ضد الفساد بكل مظاهره وضد الرشوه وضد المحسوبيه وضد إستغلال النفوذ لكننا لا يجب أن نتجه إلى ذلك إلا بعد القضاء على الأستعمار وإن أى أتجاه غير ذلك هو خيانه وطنيه
كان الأستعمار ياسمسم يأمل فى أن يتمكن الهلالى من القيام ببعض الإصلاحات الداخليه فى مواجهة الفساد وتحسين الأوضاع بهدف إعطاء دفعه للنظام ككل وتمكينه من مواصلة الحياه لكن الهلالى فشل فشلاً ذريعاً وفى هذه الأثناء كانت منشورات الضباط الأحرار تتوالى بصوره لافته للنظر وكان الجميع يعلمون بوجود الضباط الأحرار وإزاء فشل الحكم فى إصلاح نفسه من داخله تطلع الإنجليز والأمريكيون إلى محاولة الأتصال بالضباط الأحرار وإقامه علاقه ما معهم فهم إزاء حكم يتداعى ومن الناحيه الأخرى هناك تنظيم قائم ونشيط فى القوات المسلحه ويمكنه أن يصل إلى السلطه فلم لا يتصلون به ليضمنوا حماية مصالحهم أو حتى قدراً منها
ولازلنا ياسمسم مع خالد محيى الدين وتعالى نشوف بيقول إيه فى مذكراته
كان وجود جمال سالم معنا فى لجنة القياده قد أضاف عنصراً جديداً فجمال سالم بطبيعته كان معجباً بأمريكا وقضى هناك فترة للعلاج على نفقة الدوله بعد إصابته فى حادث سقوط طائره وعاد من أمريكا معجباً ومبشراً بنظام الحياه فيها وبدأ ينتقد الإشاره فى منشوراتنا إلى الأستعمار الأنجلو أمريكى وطالب بإستبعاد الأمريكى والأكتفاء بمهاجمه الإنجليز فلا فائدة لنا فى مناصبه الأمريكان العداء وسانده جمال عبدالناصر فى ذلك ثم طالب بأن نرفض الشيوعيه بإعتبارها خطراً يهدد مصر كذلك ورفضتُ ذلك بشده وبصعوبه أقنعتهم بأن نستمر كما نحن لكننى بدأت ألاحظ متغيرات مهمه فى فكر جمال عبدالناصر فقد بدأ فى أحاديثه معنا ينتقد الشيوعيه ويقول إن نظريتها القائله بأن العوامل الأقتصاديه هى المحرك الأساسى للأحداث السياسيه نظريه خاطئه وأن الصراع السياسى فى جوهره هو صراع على السلطه
عندما تحركنا تحركاً فعلياً من أجل الإعداد للأنقلاب كانت تساورنى أنا وعديد من ضباط الفرسان مخاوف حقيقيه من إمكانية تدخل القوات الإنجليزيه ضدنا وكنا نناقش هذا الأمر بجديه وكان ثروت عكاشه هو أكثر من توقف عند هذا الموضوع طالباً التأنى فى فعل أى شئ خوفاً من أن نتحرك فتؤدى حركتنا إلى عودة الإنجليز لأحتلال كامل البلاد من جديد لكن عبدالناصر كان يتلقى هذه المخاوف بهدوء غريب وعندما إجتمعنا لإنجاز خطط التحرك الفعلى كنا فى منزل حسن إبراهيم وتحدثت طويلاً عن مخاوف ثروت عكاشه من تدخل الإنجليز وكان جمال عبدالناصر هادئاً وعلق على كلامى بكلمه واحده هى طيب ثم قال إذا كان ثروت عكاشه قلقان بلاش يشتغل ثم ألتفت إلى بغدادى وسأله إيه أخبار على صبرى ؟؟؟
لازال الكلام على لسان محيى الدين ياسمسم ويقول كانت المره الأولى التى أسمع فيها هذا الأسم وسألت من هو على صبرى ؟؟؟ وأجاب بغدادى إنه مدير مخابرات الطيران وهو معنا وقد أخذ بعثة فى أمريكا وهو على علاقه حسنه بالأمريكان وإنه من خلال علاقته بالملحق الجوى فى السفاره الأمريكيه سمع منه تلميحات بأنه فى حالة تحرك الجيش فإنهم سيطلبون من الإنجليز عدم التدخل إذا كانت الحركة غير شيوعيه ولا تهدد مصالحهم وأنتهز بغدادى الفرصه ليعود إلى المطالبه بعدم مهاجمة الأمريكان وذلك أنه لا داعى لإثارة عداء الأمريكان وعندما حاولت الرد عليه قال جمال عبدالناصر معلهش بلاش حكاية الأمريكان دى حتى تنجح حركتنا وبعدها نقول ما نريد ونفعل ما نريد
ثم ألقى جمال عبدالناصر فى الأجتماع بقنبله جديده فقال إن حسن عشماوى من قادة الإخوان عاود الأتصال به وأبلغه أن الإنجليز يريدون التخلص من الملك فقد أصبح مكشوفاً ومكروهاً من الشعب (( واخده بالك ياست الخبره ياآيات ياعرابى حاولى تقرأى التاريخ بدل الجهل اللى بتبثيه وسط قطيع المواشى اللى بتسوقيهم زى البهايم )) (( واخدلى بالك ياعم النحنوح يالى بتتشدق بعظمة الملكيه جتك ملكيه فى عينك ياجاهل نفسى الواحد فيكم يقرا قبل مايتكلم )) ولم يعد قادراً على ضمان مصالحهم وأنهم يرون أن الشعب لن يقبل بإستمرار هذا الملك المنحل والضعيف ثم قال إن عشماوى أكد له أن الإنجليز طلبوا من الإخوان إغتيال الملك لكن الإخوان رفضوا خوفاً من عواقب ذلك ضدهم لقد كان حقاً يوم المفاجآت بالنسبة لى
كان المفروض أنهى المقاله دى لحد هنا وأوقف السلسله بالكامل لأنتهاء الغرض منها بتوضيح الوحل الذى كانت مصر تعيش فيه وموقف الأخوان من نظام الحكم ومن البلد لكن حنكمل لتوضيح التاريخ فقد تواصلت مسيرة الضباط الأحرار وفى كل يوم كانوا يقتربون من نقطة التصادم ففى أوائل أبريل عام 1952م وزع مصطفى كمال صدقى وعبد القادر طه منشوراً هاجما فيه الملك فاروق وشبهاه بأنه مثل الخديوى توفيق الخائن وشبها حريق القاهرة بمذبحة الإسكندريه أيام الثورة العرابيه وكان مصطفى كمال صدقى معروفاً لدى الملك فقد كان لفتره من الوقت محسوباً من رجاله ضمن الحرس الحديدى وقرر الملك قتل عبد القادر طه وأغتاله شخص يدعى على حسنين
أصدر تنظيم الضباط الأحرار فة 18 أبريل منشوراً يتهم فيه حسين سرى عامر صراحةً بأنه مسؤل عن إغتيال عبد القادر طه ويتهم مرتضى المراغى وزير الداخليه بالتستر على الجريمه وفى هذه الأثناء حاول الوفد أن يمد يده داخل الجيش فقد قُبض على ضابط وفدى هو حسن علام وهو يطبع منشورات لحساب الوفد فى مدرسة المعادى للأسلحه والمهمات وكان رد الحكم صاعقاً فقد حددت إقامة كل من فؤاد سراج الدين وعبدالفتاح حسن وشعر الضباط الأحرار بأن الملك بدأ يشعر بحركتهم ولابد من التحرك وإلا فإن الملك سوف يوجه لهم ضربه قاصمه
فى مايو 1952م عقد التنظيم إجتماعاً فى بيت عبدالحكيم عامر بالعباسيه وكان بغدادى غائباً عن الأجتماعات منذ مده إحتجاجاً على عدم تحرك التنظيم لكنه حضر هذا الاجتماع قائلاً لقد أتيت لأنكم قررتم عمل شئ وفى هذا الأجتماع وضع التنظيم خطاً فاصلاً فى العلاقه مع عبدالمنعم عبدالرؤف فقد عاود الإلحاح على ضرورة الأرتباط بالإخوان ولما رفض طلبه قال بالعربى أنا مرتبط بالإخوان ولن أتركهم وقرر التنظيم إبعاده وتم تحديد موعد نهائى للتحرك فى نوفمبر 1952
كان السر فى إختيار نوفمبر هو شائعات تواترت للضباط الأحرار مفادها أن النواب الوفديين ينوون إقتحام البرلمان وعقد جلساتهم بالعافيه إعمالاً لأحكام الدستور معيدين بذلك تجربه سابقه فى العشرينات وكان الملك يدفع الأمور للتصادم بصورة خاليه من أى ذكاء فعندما عقدت الجمعيه العموميه الطارئه لنادى الضباط كان الضباط مشحونين تماماً ضد الملك وبناء على إقتراح الضابط جمال علام عضو حدتو وعضو الضباط الأحرار وقف المجتمعون خمس دقائق حداداً على الشهيد عبدالقادر طه وكان ذلك تحدياً صارخاً للملك ثم واصل الضباط التحدى فصدر قرار بالإجماع برفض تمثيل سلاح الحدود فى مجلس إدارة النادى وهكذا وجه الضباط صفعتين للملك فى وقت واحد
إستقال الهلالى فى 28 يونيه 1952 وجائت حكومة حسين سرى فى 2 يوليه 1952م وتوقع الناس تكرار ما حدث فى عام 1949م حيث أجرى حسين سرى إنتخابات أنتهت بمجئ حكومة للوفد وهكذا توالت الأحداث سريعاً ياسموره وفى أواخر يونيه 1952 صدرت الأوامر إلى الكتيبه 13 مشاه بالتحرك من العريش إلى معسكر العباسيه بالقاهره بعد إنتهاء مدة خدمتها فى سيناء وكان من المفروض وفقاً لتنقلات وحدات الجيش أن تبقى الكتيبه فى هذا المعسكر شهرين ريثما تستعد للتحرك إلى السودان لحل محل كتيبه أخرى أنتهت مدة خدمتها بالسودان وكان العرف أن تقوم الكتيبه المنقوله إلى السودان بتسليم جميع معداتها عدا البنادق والرشاشات الخفيفه وذخيرة الخط الأول وحينما تصل الكتيبه إلى الخرطوم تتسلم معدات الكتيبه التي ستغيرها وتعود الكتيبه الأخرى من السودان ببنادقها ورشاشاتها فقط (( السلاح الشخصى )) لذلك صدرت التعليمات لقيادة الكتيبه (13) من رئاسة الجيش بتسليم حملة الكتيبه وعرباتها المجنزره ومدافعها وإحتياطى ذخيرتها
عاوزأدردش معاك شويه ياسمسم فى بعض الأحداث المهمه إبتداءً من يوم الخميس 10 يوليه 1952 وحتى الثلاثاء 22 يوليه 1952
حنبدأها من الخميس 10 يوليه 1952ففى هذا اليوم أستقبل رئيس الوزراء الدكتور حافظ عفيفى باشا رئيس الديوان ومعه مذكره بالقلم الأحمر بخط الملك أو الشماشرجى عزيز جاء فيها يعتبر حيدر باشا القائد العام معفياً من منصبه إذا لم يعمل الآتى فى خلال 5 أيام (أولاً) حل مجلس إدارة النادى (ثانياً) نقل (12) ضابطاً ولما ذكر رئيس الديوان أنه لا يعرفهم تساءل حسين سرى باشا كيف يمكن مناقشة موضوع عن مجهولين كذلك أعترف حيدر باشا بأنه لا يعرف أسماء هؤلاء الضباط
كان حسين سرى باشا على علم بحالة التذمر التى تسود الجيش وذلك عن طريق صهره محمد هاشم باشا الذى كان قد جمعته الصدفه قبل تشكيل الوزاره بنحو شهر باللواء محمد نجيب فى منزل صديق للطرفين فأفضى بما علمه إلى حسين سرى باشا وعندما دعا الملك حسين سرى باشا لتشكيل الوزاره فى الأول من يوليه تكلم إليه عن خروج حيدر من منصبه ففهم سرى أن الهدف هو التمهيد لإسناد منصب القائد العام للفريق حسين فريد وكذلك منصب رئيس الأركان للواء حسين سرى عامر ولم يعط سرى باشا وعدا للملك بل طلب مهله فلما شكل حسين سرى باشا وزارته فى اليوم التالى وضمنها أسم اللواء محمد نجيب وجد أسمه مشطوباً بعد عرضه على الملك بل كرر سؤال رئيس الوزراء أكثر من مرة عما تم بشأن حيدر باشا الذى رفع مظلمه إلى الملك عن طريق رئيس الديوان.
الاثنين 14 يوليه 1952
أعلن رئيس الوزراء أن الحالة الاقتصادية بلغت درجة لا يمكن إهمالها لحظة بعد اليوم، كما أعلن أن حكومته متمسكة بالأحكام العرفية لتهدئة الحالة، وتجنب أي احتكاك داخلي.
فى صباح هذا اليوم ذهب القائد العام الفريق محمد حيدر باشا إلى مجلس الوزراء، وأحاطه علماً بأنه نفذ رغبة الملك بحل مجلس إدارة نادي ضباط الجيش، فاعترض حسين سري باشا على تصرفه، ولفت نظره إلى أنه لم يطلب منه حل المجلس، بل طلب دراسة المذكرة الخاصة بالموضوع، فكان رد حيدر باشا بأن هذا اليوم الخامس الذي منحه الملك له لحل موضوع النادي، ومنذ هذه اللحظة بدأ رئيس الوزراء التفكير في الاستقالة بسبب تدخل موظفي القصر في شؤون الحكم.
الثلاثاء 15 يوليه
أستقبل رئيس الوزراء كبار قيادات الجيش وخطبهم ومما قاله: "كنا نعرف اهتمام جلالة القائد الأعلى بالقوات المسلحة في البر والبحر والجو، فأرجو منكم أن تعملوا على الاحتفاظ بالسمعة التي تتمتع بها القوات المحاربة، وأن تحققوا ما يعقده عليكم الوطن، من آمال" وأنهى خطابه بتوصيتهم بالتضافر والتعاون، مستنيرين بخبرة الفريق محمد حيدر باشا القائد العام للقوات المسلحه
يذكر صلاح نصرفى مزكراته زارنى جمال عبدالناصر وعبدالحكيم عامر فى منزلى فى منتصف يوليه عام 1952 وناقشنا الموقف ووصلنا إلى ضرورة القيام بعمل إيجابى والتحرك للأستيلاء على السلطه وسألنى جمال عبدالناصر عن مدى إستعداد الضباط قلت له أننا جميعاً مستعدون للتحرك تأكد أن اللواء محمد نجيب أعد إستقالته كتابه بسبب حل مجلس إدارة النادى الذى يرأسه والتفكير فى نقله كما أشيع قائداً للمنطقه الجنوبيه بمنقباد بأسيوط
نستكمل معكم الحلقه القادمه
في سبتمبر 17, 2017