السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
برنامج فقــه الأخـــــلاق
قناة المجد الفضائية
وحلقة بعنوان
حق المُسلم على المُسلم ( 4 ) - حق تشميت العاطس
للشيخ الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان
تقديم الإعلامي أحمد المطوع
الإثنين 26 ربيع الأول 1430 هـ
المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم أيها المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته طبتم وطاب مسائكم بالخير والمسرات نحييكم ونرحب بكم أجمل ترحيب في حلقة جديدة من برنامج فقه الأخلاق
كالعادة أيها الأخوة والأخوات نسعد بصحبة صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان المشرف العام على مواقع ومنتديات رسالة الإسلام وكذلك عضو مجلس هيئة حقوق الإنسان بإسمك جميعا أحبتي الكرام أرحب بضيفي الكريم حياكم الله صاحب الفضيلة
الشيخ: حياكم الله وحيا الله جميع الأخوة والأخوات ونسأل الله أن يبارك فى هذا اللقاء وأن يجعله خالصا لوجهه
المذيع: تحدثنا فى الحلقة الماضية أيها الأخوة والأخوات عن جملة من حقوق المسلم على أخيه المسلم ، تحدثنا عن السلام وأثر هذا الحق العظيم فى إشاعة المحبة والصفاء وإزالة ما يعلق فى النفوس من أثار هذه العلاقات الإجتماعية سنتحدث إن شاء الله تعالى مع ضيفنا الكريم فى هذه الحلقة عن حق جديد من هذه الحقوق وقبل أن أبتدئ هذه الحلقة صاحب الفضيلة و الحديث عن هذا الحق هناك لغط يثور أحيانا وبعض كلام النشاز حول هذه الحقوق والنظر إليها نظرة استخفاف وعدم إهتمام بهذه الأمور يقول بأن الناس اليوم وصلت إلى مرحلة من العلاقات ينبغي أن ننشغل بشئ أهم من هذه الأمور التى تتحدثون عنها تشميت العاطس ورد السلام وإجابة الدعوة هناك اليوم الناس إرتقوا بمستوياتهم وعلاقاتهم وإهتماماتهم ومن ثم يجب أن نغفل الحديث عن مثل هذه الأشياء التى يرى بنظره أن لا قيمة لها
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا و إنفعنا بما علمتنا وإجعل ما علمتنا ياربنا حجة لنا لا علينا و إجعلنا هداة مهتدين
أولا أنا أعتذر حقيقة للإخوة المشاهدين جميعا عن التأخر في بث هذا البرنامج ويعلم الله أني أكره ذلك ولكنه أمر رغب به الأخوة في قناة المجد وأصروا عليه فأرجوا أن يعذروني عن تأخيرهم لان البرنامج سيستمر إلى قرابة الساعة الحادية عشر والنصف وهي ساعة متأخرة حقيقة والوقت هو وقت دوام لكن هذا ما رآه الأخوة في قناة المجد ولعل عندهم برامج هي أهم من هذا البرنامج وأنفع كما يرون أسأل الله أن يثيبهم ويعينهم
أيضا يؤسفني بأن أخبر الأخوة أن هذا البرنامج وقد الأن زاد عمره عن ثلاثة سنوات فأوشك على الوصول إلى نهاية المطاف وسوف إن شاء الله سنختم هذا البرنامج فى شهر رجب بحيث سيكون معنا فقط أربع حلقات ولما أبلغت بهذا من الأخوة فى قناة المجد حقيقة تحرجت كثيرا لست أدري عن ماذا نتكلم فيما بقي من حلقات وأي الموضوعات أهم كان فى الذهن موضوعات كثيرة جدا كنت أتمنى طرحها فى هذا البرنامج والذي أجد ولله الحمد له قبولا وتأثيرا طيبا عند الناس أسأل الله أن يتقبله وأن يجعله خالصا لوجه لكن ربما إن شاء الله أن يتيسر طرح الموضوعات المهمة الأخرى فى برامج أخرى ولعل من أخر البرامج التى أقدمها هو برنامج فضاءات فى قناة الرسالة وهو برنامج أسبوعي يطرح موضوعات كثيرة لا يحدها حد كما هو أسمه لا يقتصر فقط على موضوعات فقه الأخلاق إنما كل الموضوعات التى يحتاجها الناس نحرص على إختيار أهمها ونطرحها إن شاء الله إسبوعيا على قناة الرسالة وهي كل الجمعة فى الساعة التاسعة إلى العاشرة
أشكر حقيقة قناة المجد على إتاحة الفرصة وعلى تعاونهم الطيب فى دعم هذا البرنامج والحرص عليه طيلة السنوات الماضية وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يستعملنا وإياهم فى طاعته إنه على ذلك قدير
يا أخي الكريم فى المسألة التى أشرت إليها أنا أقول الذي تكلم بهذا الكلام هو أحد رجلين إما إنسان فعلا يفقه هذه الأشياء وأصبحت عنده من المسلمات وهو يمارسها فعلا ويعرفها ويظن أن الناس كلهم مثله يعرفونها ويمارسونها إذا لا داعي للحديث فيها وربما يقال هذا عن كل الموضوعات التى تحدثنا عنها فيما سبق ، عن إبتلاء الخلق بعضهم ببعض وعن حسن الخلق وأن الدين هو حسن المعاملة وعن بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران وكذلك بيان حقوق المسلم على المسلم وعظم شأنها فكأنه يقيس الناس على نفسه مع أن الجهل فيها عظيم بل بكل أسف كثير من المسلمين يظن أن الدين هو مجرد القيام بالشعائر التعبدية الصلاة والصيام والحج وقرأة القرأن وأما معاملة الخلق كأنها ليست من الدين ولهذا تجد تناقضات عجيبة حتى من رواد المساجد وبعضهم من صوام النهار وقوام الليل إذا أتيته فى التعامل مع الناس وجدت العجب العجاب من الحسد والكيد والظلم والبخس والهجر والقطيعة والعقوق وأكل أموال الناس بالباطل والولوغ فى أعراضهم والتدخل في ما لا يعني أمور حقيقة تتناقض مع ما هم عليه من مظاهر الصلاح والديانة إذا الناس لا يزالون بحاجة إلى تأكيد هذه المعاني وبيان أن حق العباد هو جزء مهم من التقوى بل لا يمكن أن تتحقق التقوى الواجبة إلا بالقيام بحقوقهم بل إن العلماء ينصون على أن حقوق الله عزوجل مبنية على المسامحة والمساهلة والله كريم ويحب التوابين ويعفو عن السيئات لكن حقوق العباد مبنية على المشاحة والمقاصة وأنت إذا ظلمت أحد من الخلق أو قصرت فى حقه أو ما يجب له فإنك لا يمكن أن تبرأ ذمتك من هذا التقصير إلا بإستحلاله أو رد الحق إليه ومن يضمن إليك أنه يحلك هذا الذي ظلمته وأن يسامحك حينما تندم وتثوب إلى رشدك
إذا هذا الصنف الأول ، الصنف الثاني أناس مع الأسف الشديد رق دينهم وضعف إيمانهم هم لا يرون حاجة لأن نتأدب بأداب الإسلام ولهذا يقول يعني لما تحدثوننا عن السلام ورد السلام وتشميت العاطس يكفي إذا قلت صباح الخير ومساء الخير أو ولكم أو هاو ار يوا كلها سواء لماذا تؤكدون على مسألة السلام
إذا جئت لتشميت العاطس ليس بضرورة أن نقول يرحمك الله ولماذا أرد
يعني أناس مع الأسف الشديد يتكلمون عن جهل ولا يدركون أن هذه أداب شرعية أدبنا الله سبحانه وتعالى بها لنحصل بها خيري الدنيا والأخرة أما الأخرة فأنت تحصل رضوان الله عزوجل ومحبته لأنك امتثلت أمره وأما الدنيا فأنت بهذا تستجلب محبة الناس وبه أيضا يظهر المسلم أمام غير المسلمين بمظهر المحب لإخوانه المقدر لهم المتفاعل معهم تفاعل إيجابيا وأنه يدعوا لهم بالخير وبالرحمة وبالبركة والهداية وبالسلام والأمن فيكون هذا أيضا من أسباب الدعوة إلى الله عزوجل وتأليف قلوب غير المسلمين على الإسلام
المذيع: بعض الناس دكتور يجهل القيم والأسرار العظيمة لمثل هذه الممارسات
الشيخ: نعم أنا أخي الكريم ألاحظ بعض من تعاملت معهم من أحيانا من المسلمين ولكن واضحين وقد تجده أحيانا يحمل شهادة عليا فى تخصصات مختلفة لكنها ليست شرعية حينما تعطس أمامه وتقول الحمد لله تنتظر منه أن يقول لك يرحمك الله لا يحسن إذا عطس تنتظر أن يقول الحمد لله حتى تشمته لا يحمد
المذيع: بعضهم يستعيب مثل هذا الأمر
الشيخ: لا يستعيب ، أكثرهم يجهلون الهدي النبوي لهذه الأداب هم جهلة أحيانا تقول له قل الحمد لله فيقول الحمد لله فتقول له يرحمك الله فما يحسن أن يقول يهديكم الله ويصلح بالكم ، أشكالية كبيرة ، تسلم عليه تقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يرد عليك أهلا وسهلا لا يعلم أن رد السلام واجب بنص القرأن {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا }النساء86 ولا يمكن كما ذكرنا فى الحلقتين الماضيتين لا يمكن أن توجد تحية تغني عن تحية الإسلام وهي السلام ، تحية أهل الجنة تحية الملائكة فهذا يدلك على أن الناس بحاجة ماسة لتذكيرهم بهذه الأداب
أعطيك أمر أخر أداب الأكل والشرب ، أداب الإنصات ، أداب الجلوس مع الأسف أحيانا تجد أناس كبار فى السن وربما كما ذكرت يعد وجيها ويحمل شهادة عليا فى أي تخصص من التخصصات ، ثم تجده مع الأسف الشديد يأكل بيده الشمال ما يعلم أن الأكل باليمين واجب وأن يحرم الأكل بالشمال إلا لضرورة وعجز ، يعني تجده لا يحسن أن يقول بسم الله عندما يريد أن يأكل ، لا يعرف أداب أنه إذا فرغ من الأكل أن يقول الحمد لله أو الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين إلى أخر لا يعرفونها إذا نحن بحاجة إلى أن نعلم الناس أداب الشرعية فى الدخول والخروج ، فى الجلوس والإنصات والتعامل مع الناس ، فى الأكل والشرب ، فى أداب التعامل مع الوالدين ومع الجيران والأصحاب ، أداب الطرقات وحق الطريق ، أداب قضاء الحاجة وغير ذلك تجد بعض الناس حينما يتوضأ وأنا حقيقة أستعيبها عند بعض الناس يعدون كبارا يتوضأ يأتي ومع الأسف ينظف أنفه بيده اليمنى هذا عيب وخلاف السنة ولا يليق حقيقة لكن تعود على هذا ويرى الناس ربما حوله يفعلونها وكأنه لا بأس به ، اليمنى جعلت للأمور الطيبة النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه التيمن فى تنعله وترجله وفي شأنه كله واليسرى جعلت للأمور المستخبثة المستقذرة فهذه أيضا من المعاني التى تجدها غائبة عند بعضهم
المذيع: مع أنها معاني راقية جدا
الشيخ:فعلا وهي تعيب الإنسان حقيقة خصوصا فى الرجل الكبير وأيضا إذا كان له وجاهة أو يحمل شهادة علمية يعني تستنكر من مثله
المذيع: دكتور عبد العزيز بعض الناس يقول بأنه يواجه أو يختلط بأناس كثيرين وبالتالي أحتكاكه بالناس كثير جدا فلو سلم على هذا وشمت هذا وعاد هذا نصف وقته أو جله سيذهب سدى
الشيخ: سبحان الله الناس الأن من مسلمين وغير مسلمين كلهم إذا تقابلوا يحي بعضهم بعض في كل العالم ، بل أظن أن أي عاقل فى الدنيا مهما كانت ديانته يرى من العيب وعدم اللياقة واللباقة أنك تأتي إلى شخص تريد منه شئ فتقول له أعطيني كذا وخذ كذا من دون أن تقول أهلا وسهلا أو تحييه بالسلام وبغيره وهذا أدب يتفق عليه كل عقلاء البشرية أيضا إذا حياك فمن العيب ومن التقصير حقيقة والهضم أن لا ترد عليه التحية بمثلها أو أحسن منها كل العالم يتفقون على هذا لكن الإسلام جعل فعلك هذا وهذا معنى عظيم نختلف فيه عن بقية دول أو شعوب الأرض أو الأديان الأخرى ، جعل إفشاءك للسلام ورد السلام وتشميت العاطس والرد على المشمت جعله من العبادة عظيمة تؤجر عليه عند الله عزوجل ليست مجرد تحية فقط أو أداب فعلا تستجلب بها محبة الناس أو تتقي بها شرهم .. لا, بل أنت أيها المسلم تريد شيئا أعظم وأجل من هذا تريد ما عند الله عزوجل وتريد الأجر ونحن ذكرنا الأحاديث في فضل السلام فى حلقات ماضية كذلك فى تشميت وفى عيادة المريض وفي إتباع الجنائز وإجابة دعوة العرس وغيرها
المذيع: نحن فى هذه الحلقة سنتطرق إلى تشميت العاطس وأود أن أسأل قبل ذلك دكتور ، تشميت العاطس هو حق من حقوق المسلم لكن كونه ضمن هذه المجموعة ضمن عيادة المريض وإتباع الجنائز ألا يدل ذلك أو يعطي دلالة بأن الأمر وهناك من الأسرار الشئ الذي يجهله الإنسان بحيث انه ما خص هذا الأمر إلا لأنه فيه من الأسرار الشئ الكثير
الشيخ: أنا حقيقة ذكرت خمس فوائد عندي فى الأوراق لتشميت العاطس ضمن أثر العطاس فى تحقيق المحبة بين المسلمين لكن حقيقة الذي أحب أن أنبه إليه ونحن فى الحق الثاني من حقوق المسلم على المسلم بعد إفشاء السلام هو تشميت العاطس والذي ربما يجهله بعض الناس أن العطاس مما يحبه الله عزوجل وهذه حقيقة عظيمة النبي عليه الصلاة والسلام ثبت عنه فى الصحيحين وغيرهما أنه قال ( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله وليقل له صاحبه يرحمك الله ثم فليقل يهديكم الله ويصلح بالكم ) قال (وإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما إستطاع )لا يفغر فاه كما يفعل بعض الجهلة وهذه أيضا من الأداب التى كما قلت يجهلها أحيانا بعض الأشخاص الذي تعتب عليهم حقيقة من الكبار ، تجده يفغر فاه أمام الناس وهذا عيب وأمر مستقذر حقيقة ولا ينبغي للإنسان أن يفعله ،النبي عليه الصلاة والسلام أرشدنا فى هذا ماذا نفعل إذا تثاءب فإن التثاؤب من الشيطان ولكن يبغضه الله قال يحب العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما إستطاع ، لايسمح لفمه أن يفتح فيكظم ما إستطاع وفي بعض الأحاديث قال ( وليضع يده على فمه ولا يقل هاه فإن الشيطان يدخل ) وفي الرواية ( فإن الشيطان يضحك عليك ) وهو يفعل هذا الفعل ، التثاؤب من الشيطان والعطاس من الله عزوجل ، فالله يحب العطاس ويكره التثاؤب لأن العطاس ولله الحمد فيه إخراج لهذه الأبخرة التى إحتقنت في الدماغ فكانت رحمة تأتي العطسة كزلزلة للبدن كزلزلة الأرض ولهذا إذا الإنسان عطس يقول (الحمد لله ) يحمد الله أنه عاد إلى طبيعته وأنه سلم من هذه الأبخرة المتصاعدة التى كانت فى الدماغ وصاحبه يقول ( يرحمك الله) وهو يرد عليه ( يهديكم الله ويصلح بالكم) أما التثاؤب لماذا يكرهه الله لأنه أولا يحبه الشيطان كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام والثانية يدل التثاؤب غالبا على الكسل والخمول والكسل مذموم والنبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الكسل فلذلك ينبغي للإنسان أن يكظم ما إستطاع ثم إنه كما ذكرت أن الإنسان يفغر فاه أمام الناس أمر لا يليق
المذيع: تخصيص هذه الدعوات ياشيخ( الحمد لله) ( يرحمك الله) هل هناك سر معين
الشيخ: لكن إن سمحت لي هناك مسألة مهمة قبل أن ندخل فى بيان الأدعية المشروعة عند العطاس وهي ما معني تشميت العاطس؟
النبي عليه الصلاة والسلام قال حق المسلم على المسلم خمس وذكر منها تشميت العاطس ما معنى تشميت العاطس؟ وبعض الروايات ( تسميت العاطس) بسين فهي تروى بالسين المهملة والشين المعجمة _ تشميت العاطس ) و( تسميت العاطس)
التشميت معناه هو الدعاء له بالرحمة تقول يرحمك الله وأهل اللغة يقولون كل داعي لأحد بخير فهو مشمت له، فالدعاء يعد تشميتا إذا دعيت لأحد بخير فأنت مشمت له
لكن الذي جاء في السنة أن الدعاء المشروع عند العطاس هو دعاء محدد أن تقول له ( يرحمك الله) إذا قال ( الحمد لله) تقول له ( يرحمك الله) هذا هو التشميت ولهذا يقول أبو عبيد وغيره من أئمة اللغة شمت العاطس وسمته إذا دعا له وكل داعي لأحد بخير فهو مشمت له قال والشين أعلى وأفشى فى كلامهم ، عند أهل اللغة إستعمال الشين المعجمة أشهر وأظهر هذا الذي عليه أكثر الأحاديث إذا هو الأشهر لغة ورواية لكن كلاهما بمعنى واحد
يقول أبن الأثير رحمه الله تشميت العاطس بالشين والسين والشين المعجمة أكثر وأفصح وذالك إذا دعوت له السنة أن تقول له ( يرحمك الله)
وأبن القيم رحمه الله ذكر كلاما حقيقة رائعا جدا ومعاني لطيفة دقيقة لتشميت ليبين لك أن هذه إحدى محاسن هذا الدين الإسلامي العظيم يقول رحمه الله
التشميت وقيل بالمهملة يعني التسميت دعاء له بحسن السمت وبعوده لحالته من السكون والدعه فإن العطاس يحدث فى الأعضاء حركة وانزعاجا وأما بالمعجمة التشميت فهو دعاء له وهذا معنى جديد ذكره الإمام إبن القيم دعاء أن يصرف الله عنه ما يشمت به أعدائه كما كان يدعو النبى صلى الله عليه وسلم ولا تشمت بى الأعداء ولا الحاسدين
قال فشمته إذ زال عنه الشماتة كقردى البعير إذا زال قراده عنه
ثم يقول رحمه الله أيضا ذاكرا معنى أخر وقيل التشميت هو دعاء له بثباته على قوائمه فى طاعة الله مأخوذ من الشوامت وهى القوائم
وقيل هو تشميت له بالشيطان يعنى أنه يشمت بالشيطان لأن الشيطان يكره العطاس، العطاس يحبه الله قال لإغاضته بحمد الله على نعمة العطاس ولكن لما عطس يحمد الله على هذه النعمة فأيضا هذا يزيد الشيطان غيضا قال فإذا ذكر العبد الله وحمده ساء ذلك الشيطان من وجوه منها
أولا نفس العطاس الذى يحبه الله هذا واحد
والثانى قال حمد الله عليه هذه نعمة هذا ذكر من الأذكار التى يحبها الله ويؤجر صاحبها عليها
والثالث قال دعاء المسلمين له بالرحمة أيضا هذا يغيض الشيطان
إنك أنت أيها المسلم تدعوا لأخيك بالرحمة سبحان الله شئ عظيم جدا أيضا المشمت يأتى ويرد الدعوة بخير منها فيقول يهديكم الله ويصلح بالكم وهذا أيضا مما يزيد الشيطان غيضا لأن كل واحد من المسلمين كل واحد أوجب الله عزوجل عليه أن يدعوا لأخيه سبحان الله إذا كنا فى الصلاة الصلوات المكتوبة والنافلة كلها من أركان الصلاة ، الصلاة الإبراهيمية بل قبل الصلاة الإبراهيمية التى ندعوا بها فى التشهد الأول والأخير ندعوا نقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ،تدعوا عباد الله المؤمنين فى السماء وفى الأرض من الإنس و الجن و الملائكة فى كل صلاة يصليها سبحان الله هذا من معانى تأكيد الأخوة بين المسلمين وعظم حق بعضهم على بعض كل مسلم فى كل أصقاع الأرض بل فى قديم أو حاضر أو لاحق يدعوا لجميع المسلمين
المذيع:معنى يغيب عن كثير من المسلمين
الشيخ: أنا أعلم أنه يغيب عن كثيرين يقولونها لكن ربما لا يتفكرون فيها شئ عظيم كل واحد من المسلمين يدعوا لك وأنت تدعوا له وهذا فرض عليك فى الصلاة هنا أوجب الله عزوجل عليك تشميت العاطس إذا حمد الله ويجب عليه هو وجوبا بإجماع ان يرد عليك لا يسكت يقول يهديكم الله ويصلح بالكم ثم يقول ابن القيم رحمه الله
وذلك كله غائض لشيطان محزن له تشميت المؤمن بغيض عدوه وحزنه وكأبته فسمى الدعاء له بالرحمة تشميت له لما فى ضمنه من شماتته بعدوه
يعنى الشيطان وهذا معنى لطيف أتمنى من إخوانى أن يسمعوا هذه الكلمة من ابن القيم يقول
وهذا معنى لطيف إذا تنبه له العاطس والمشمت إنتفع به وعظمة عندهما منفعة نعمة العطاس فى البدن والقلب وتبين السر فى محبة الله له
أنت قبل قليل تقول بعض الناس يقول أصلا هذه من الهوامش ولماذا تشغلون الناس بها ذ أنظر سبحان الله عظم شأنها حتى فى تقوية الإيمان وفى تقوية الأخوة الإسلامية حينما فعلا تتذكر هذه المعانى أنه ذكر تؤجر عليه أجرا عظيما فى إدخال السورور على أخيك المسلم فتؤجر عليه فيه دعاء له بالرحمة وأنت تقابله بالدعاء له بالهداية وصلاح البال وكل هذه من الحسنات العظام التى ينبغى فعلا وأنت تشمت أخاك أو أنت تسلم عليه وترد عليه السلام أو تعوده إذا مرض أو تشهد جنازته أنك دائما تستصحب هذه النية أنك تعامل الله عزوجل قبل معاملة هذا المخلوق تريد ما عند الله عزوجل من الأجر والمثوبة وهذه يا أخى من اللطائف التى بكل أسف تغيب عن أذهان أكثر المسلمين لا أقول كثير منهم لأنهم وإن فعلوها ومارسوها فأكثرهم يمارسونها بحكم العادة ويغيب عنه سبحان الله إحتساب إمتثال الأمر الشرعى وإحتساب الأجر والمثوبة عند الله عزوجل ولهذا يحرمون خيرا كثيرا بسبب غياب هذه النية والقصد الحسن حينما يمارسون هذه العبادات
المذيع: إدا الإنسان بحاجة لأن يجدد هذا الأمر
الشيخ: وبحاجة لأن نذكر دائما بهذه الأداب وما ورد فى فضلها حتى يعرف الناس هذه الحقائق
المذيع: الحكم الشرعى ياشيخ فى التشميت
الشيخ:أحسنت حكم تشميت العاطس إذا عطس فحمد الله عزوجل النبى عليه الصلاة والسلام بين أن العاطس إذا عطس وحمد الله فحق على المسلم أن يشمته وذلك بأن يقول رحمك الله كما ذكرنا فى الأحاديث السابقة ولا خلاف بين العلماء قديما وحديثا فى مشروعية تشميت العاطس وأنه مأمور به إذا حمد الله عزوجل لكنهم إختلفوا فى صفة هذه المشروعية هل هو واجب عينى على كل من سمعه أن يشمته أو هو فرض كفاية قام به من يكفى شمت واحد أو أكثر من واحد كفى عن الباقين أو أن هذا التشميت مستحب وليس بواجب فلو تركه الإنسان فلا يأثم الخلاف فى المسألة بين الفقهاء على ثلاثة اقوال كما ذكرت أنه فرض عين أنه فرض كفاية أنه سنة مؤكدة وليس بواجب والقول الأول هو قول جماهير العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة وهو أن تشميت العاطس فرض كفاية إذا قام به من يكفى سقط الإثم عن الباقين وإن لم يكن بحظرة هذا الإنسان وحوله إلا شخص واحد كان التشميت واجب عليه فرض عين عليه إذا حمد العاطس الله عزوجل وهذا هو الشأن فى كل فروض الكفايات إذا قام به من يكفى واحد أو أكثر سقط الإثم عن الباقين وإذا تركوها جميعا أثموا جميعا هذا معنى فرض الكفاية
ويتعين يكون فرض الكفاية فرض عين إذا لم يستطع القيام بهذا الواجب إلا شخص واحد فيكون فرض عين عليه وهذا هو الشأن فى كل فروض الكفايات هؤلاء الجمهور الذين قالوا أنه فرض كفاية إستدلوا الحقيقة بأدلة كثيرة جدا من هذه الأدلة ما مر معنا فى الحلقتين السابقتين فى بيان حق المسلم على المسلم ومنها قول النبى عليه الصلاة والسلام إذا عطس فحمد الله فشمته قالوا قوله فشمته أى قول يرحمك الله هذا أمر والأمر يدل على الوجوب أيضا قالوا فى حديث البراء إبن عازب رضى الله عنه فى صحيح مسلم ان النبى عليه الصلاة والسلام قال (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض وإتباع الجنازة وتشميت العاطس ) والحديث فى الصحيحن وليس فى صحيح مسلم فقط
إذا هذا مما أمرنا به النبى صلى الله عليه وسلم والأمر يدل على الوجوب لأن وجد صارف يصرفه أيضا فى حديث أخر وهو أصرح من ما سبق يقول عليه الصلاة والسلام خمس تجب للمسلم على أخيه تجب هذا صريح فى الوجوب قال( رد السلام وتشميت العاطس وإجابة الدعوة وعيادة المريض وإتباع الجنائز )والحديث رواه الإمام مسلم رحمه الله
إذا هذا أيضا صريح فى الوجوب أيضا من الأدلة التى إستدلوا بها قوله عليه الصلاة والسلام (للمؤمن على المؤمن ست خصال ) وقالوا وعلى هذه تدل على الوجوب هى لفظة دالة على الوجوب (قال للمؤمن على المؤمن ست خصال يعوده إذا مرض ويشهد ه إذا مات ويجيبه إذا دعاه ويسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس وينصح له إذا غاب أو شهد) إذا هذه الأحاديث تدل صراحتا على أن تشميت العاطس واجب فرض لكن إذا قام به من يكفى حصل المقصود لأن فروض الكفيات كلها المقصود حصول الفعل بغض النظر عن الفاعل بخلاف فرض العين المقصود منه الفعل والفاعل مثل الصلاة لو صلى بعض المسلمين يسقط عن بعضهم كلا هى فرض عين، واجب على كل مكلف فهى الشخص مقصود بعينه أن يقوم بهذا الواجب لكن فروض الكفاية مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر تعليم العلم النافع سواء علم شرعيا أو غيره الجهاد فى سبيل الله الأصل فيها أنها فرض كفاية إذا قام بهذه الواجبات من يكفى سقط الإثم عن الباقين ،هذه نفس الشئ تشميت العاطس فرض كفاية هذا قول جماهير العلماء كما ذكرت لك هو الصحيح فى المسألة
قول أخر وهو مذهب الظاهرية وقال به بعض المالكية أن تشميت العاطس فرض عين على كل من سمعه حتى لو قدر أنه بين فى مناسبة عرس فيه ألف رجل وعطس واحد منهم يجب على الألف كلهم أن يشمتوه هذا مذهب الظاهرية لاحظ كيف وهذا ربما لو أصحابك الذى ذكرت قبل قليل قد هذا سيشغلنا ربما نقول فى مثل هذه الحالة قد يكون لكن إذا أخذنا بالراجح فى المسألة فليس فيه شئ يكفى واحد من هؤلاء الألف سقط الواجب لكن الظاهرية أخذوا بظواهر النصوص كما هى عادتهم قالوا عندنا دليلان يدل على أن التشميت فرض عين على كل إنسان ولو كانوا عدد كبيرا كل واحد يجب أن يشمته طبعا لو شمته جميعا فهذا خير ،يعينى ما رأيك لو كل ألف شخص يدعوا لك يرحمك الله ما أعظمه شئ عظيم وجليل خاصة وهم يتفاوتون فى إيمانهم وربما فيهم واحد لا ترد دعوته فتحظى بها لكن هؤلاء الظاهرية رحمة الله عليهم قالوا دليلنا أن الأحاديث السابقة التى ذكرتها قبل قليل صريحة فى الوجوب وهى جاءت بصيغة العموم الخطاب فيها عام كل من حظر العاطس وسمع حمده النبى عليه الصلاة والسلام إذا عطس وحمد الله فشمته (قال خمس تجب للمسلم على المسلم) وذكر منها تشميت العاطس لم يقل فرد واحد فقالوا عمومها يدل على أن هذا حق على كل مسلم فرض عين على كل من سمعه يحمد الله عزوجل يعطس ويحمد الله لكن نجيب على هذا الإستدلال بأن كما يقول الأصوليون رحمهم الله بأن فرض الكفاية وفرض العين فى البداية هما سواء الخطاب فيهما عام لكن يختلفان فى ثانى الحال أو فى الإسقاط ففرض الكفاية إذا قام به من يكفى سقط عن الباقين أما فرض العين فعمل البعض لا يسقط الواجب عن الأخرين مثل ما ذكرنا فى موضوع فرض الكفاية الله عزوجل قال فى الجهاد (إنفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأمواكم وأنفسكم ) وقال (وجاهدوا فى الله حق جهاده) أليس خطابا لكل المسلمين واضح (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع) (من رأى) ومن من ألفاظ العموم لكن بإجماع العلماء أن الجهاد إذا قام به من يكفى أو الأمر بالمعروف قام به من يكفى سقط الإثم عن الباقين إذا لا فرق بين فرض الكفاية وفرض العين فى البداية إبتداء أصل الخطاب بالصيغ العامة لكن يختلفان فى ثانى الحال أو فى الإسقاط ففرض الكفاية مقصود به الفعل إذا قام به من يكفى سقط الإثم عن الباقين بغض النظر عن الفاعل أما فرض العين فلابد القيام به من قبل كل مكلف
قال الظاهرى عندنا دليل صريح إذا إستطعتم أن تجيبون عن هذا دليل أخر لا تستطيعوا الأجابة عنه وهو صريح فى وجوب تشميت العاطس على كل من سمعه يحمد الله ما هذا الحديث قالوا قول النبى عليه الصلاة والسلام(إن الله يحب العطاس ويكره التثائوب فإذا عطس وحمد الله فحق على كل من سمعه أن يشمته )لاحظ كيف فحق على كل من سمعه أن يشمته والحديث رواه البخارى وغيره قالوا هذا صريح بأن هذا فرض عين على كل من سمعه ويقال على كل من سمعه وكل صريحة فى العموم لكن نجيب عن هذا بأن الحديث وإن كان فعلا يفيد العموم على كل أحد إلا أنه غير صريح فى الوجوب العينى أو فرض العين كيف لأنه قال فحق ماقال فواجب وكلمة حق كما ذكرنا فى أول الحلقة لما تحدثنا عن حقوق المسلم على المسلم فى قوله حق المسلم ع لى المسلم خمس ، نقول أن حق هى تدل على الشئ المأمور به أمرا مؤكدا فهى تشترك فى تأكيد الأمر به لكن قد يكون هذا الحق واجبا وقد يكون مستحبا إستحبابا مؤكدا وهذه بيناها فى وقتها نقول فعلا هو حق عليهم ينبغى لهم ويستحب إستحبابا مؤكدا أن يشمتوه جميعا وان يفوزوا بالأجر أجر التشميت وأجر إدخال السرور على أخيهم والدعاء له بالخيرو أيضا أن يفوزوا بدعوته إذا قال يهديكم الله ويصلح بالكم لكن لو فعلها واحد منهم أو مجموعة وتركها الباقون فلا إثم عليهم لا نأثمهم وهذا هو الفرق بين مذهب الظاهرية ومذهب الجمهور
هناك قول ثالث فى المسألة هو المشهور فى مذهب الشافعية وقال به بعض المالكية قالوا إن تشميت العاطس إذا حمد الله لا فرض كفاية ولا فرض عين وإنما هو مستحب يعنى إذا فعله الإنسان يؤجر فعله إمتثالا يؤجر وإن تركه فلا إثم عليه وهذا هو الشأن فى كل المستحبات المستحب يا أخى هو ما أمر به أمرا غير واجب وحكمه إذا فعله المكلف إمتثالا فيؤجر على ذلك وإن تركه فإنه لا يؤاخذ ولا يؤثم طيب يا سبحان الله كيف تقولون أنه مستحب والنبى صلى الله عليه وسلم قال (خمس تجب للمسلم على المسلم) وأيضا قال( إذا عطس فحمد الله فشمته ) وحديث البراء (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ذكر منها تشميت العطاس) قالوا نعم الأمر فى هذه الأحاديث يحمل على الإستحباب أنه أمر إستحباب وليس أمر وجوب لماذا ما القرينة التى صرفتكم من الوجوب إلى الإستحباب مع إنكم تقولون أن الأصل الوجوب كما جاء فى نصوص الكتاب والسنة قالوا القرينة التى صرفة أن الشميت فضيلة وحسن أدب شرع للإكرام وأمر به لجلب المحبة والألفة بين المسلمين ومدام كذلك فلو تركه الإنسان لم يأتم لأنه أدب من الأداب التى أمر بها وهذا مثل قول النبى صلى الله عليه وسلم (تهادوا تحابوا) تهادوا أمر جاء بصيغة الأمر هل تقولون أنتم بوجوب التهادى لا أحد يقول به إلا الظاهرية لا يجب التهادى بين الناس هذه وجهة نظرهم لكن حقيقة هذا القول وإن كان له حظ من النظر إلا أنه إذا صح فى حمل أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عطس فحمد الله فشمته لا يمكن أن يصح على قوله خمس تجب للمسلم على المسلم فهذا صحيح فى الوجوب صريح فى الوجوب ولهذا الصحيح فى المسألة والراجح هو قول جمهور أهل العلم وهو أن تشميت العاطس فرض كفاية لكن إذا شمتك شخص فقال يرحمك الله فيكون ردك عليه وإجابة هذا المشمت لك يكون فرض عين عليك وهذا مثل الرد فى السلام الأصل فى السلام كمل نعلم أنه سنة إبتداء السلام لكن رده واجب كما قال الله تعالى( إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسنى منها أو ردوها) نفس الشئ نقوله فى إجابة المشمت فإذا قال لك صاحبك يرحمك الله فلا يسعك ان تسكت أو أن تتجاهله يجب عليك أن تقول له يهديكم الله ويصلح بالكم
المذيع: نعم بارك الله فيك صاحب الفضيلة تحدثنا عن الحكم الشرعى فى تشميت العاطس وذكت أن هذا الحكم أتى على عدة أقوال بين الوجوب وكذلك الإستحباب هذا فيمن حمد الله عزوجل الحال فيمن عطس ولم يحمد الله عزوجل ما الحكم الشرعى فى ذلك
الشيخ: النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا عطس فحمد الله فشمته فعلق وجوب التشميت بأن يحمد العاطس الله عزوجل فإذا لم يحمد الله فلا تشمته وقد ثبت فى الحديث الصحيح فى صحيح البخارى وغيره (أنه عطس رجلان فى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهم ولم يشمت الأخر فقال الذى لم يشمته يارسول الله عطس فلان فشمته وأنا عطست ولم تشمتنى قال نعم إنه حمد الله فشمته وأنت لم تحمد ه فلم أشمتك)
وهذا تأديب الحقيقة نبوى عظيم وجلل وانظر سبحان الله كيف يحرم الإنسان نفسه من الخير حينما لا يحمد الله عزوجل ولكن ينبغى للإنسان إذا رأى شخص عطس ولم يحمد الله ان ينبهه أو يعلمه قد يكون جاهلا وهذا مع الأسف كثير فى زماننا اليوم لا يعرف الأدب النبوى عندالعطاس فيقول له يا فلان قول الحمد لله وربما يكون غافلا أحيانا أيضا تنبيهه إذا غفل فهذا مما يعينه على تطبيق السنة والفوز بهذه الدعوة
المذيع: إذا هو سنة يا شيخ الحمد
الشيخ: هو شرط لوجوب التشميت إذا لم يحمد الله فلا تشمته عقوبة له يحرم من هذا الخير ومن هذه الدعوة
المذيع: لكن نقول الأن بوجوب التشميت لكن الحمد إبتداء هل هو واجب عليه
الشيخ: لا ليس بواجب لكنه لا شك سنة مؤكدة وكما قلنا الإنسان يحرم نفسه الخير حينما لا يحمد الله لكن لو لم يحمد الله لا نقول أنه أثم
المذيع: بارك الهل فيك من تكرر منه العطاس وهذا يحصل كثيرا أنه يتكرر منه العطاس خاصة فى مثل نزلات البرد أحيانا يعطس أكثر من مرة هل هناك عدد معين للحمد يجب أن يقف عنده الإنسان أو يستمر مدام العطاس مستمر
الشيخ: قد يتكرر العطاس أحيانا الإنسان أحيانا يكون مصابا بالحساسية حساسية الأنف أو قد يكون فى حالة الزكام والبرد فالمنهج النبوى فى هذا أن يشمته فى الأولى فإن عطس فيشمته فى الثانية فإن عطس فيشمته فى الثالثة أو يقول أنه مزكوم كما ثبت فى صحيح البخارى وغيره (أن رجلا عطس عند النبى صلى الله عليه وسلم فشمته عليه الصلاة والسلام ثم عطس ثانية فشمته ثم عطس ثالثة فقال إنه مزكوم ) (او أن به زكاما) على إختلاف الروايات بل أنه ثبت عن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال (فإذا عطس فى الثالثة فلا تشمته) يعنى شمته ثلاثا مع أن الرجل يعطس بسبب المرض بسبب الزكام ولهذا قال إنه مزكوم وفى رواية إن صاحبكم مزكوم فبعد الثالثة أو الثانية لا يشمت
المذيع: من عطس عنده كافر أو من يجهل دينه هل يبادره هذه الدعوة يا شيخ
الشيخ: لا لا نخلط بين الكافر وبين من يجهل الدين أليس هومسلم
المذيع: لا الكافر
الشيخ: الكافر إذا عطس من السنة أيضا أن تسكت إذا حمد الله وهذه مهمة جدا ربما يجهلها كثير من الناس ثبت فى سنن الترمذى ومسند الإمام أحمد والبيهقى والحديث صححه الإمام الترمذى وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألبانى وجماعة عن أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه قال (كان اليهود يتعاطسون عند النبى صلى الله عليه وسلم)
يتعاطسون يعنى يتكلفون العطاس وانظر سبحان الله خبث هؤلاء القوم وأنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلمون أن دعائه مستجاب يقول (كان اليهود يتعاطسون عند النبى صلى الله عليه وسلم رجاءا أن يقول لهم يرحمكم الله ) يتمنون أن يدعوا لهم بالرحمة فيقول النبى صلى الله عليه وسلم (يهديكم الله ويصلح بالكم ) لا يدعوا لهم بالرحمة إنما يدعوا لهم بالهداية وصلاح البال وهذا يا أخى يدلك على عظم خلق النبى صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء المكابرين المعاندين وهو يعرف أنهم يتكلفون العطاس ليس عطاسا حقيقيا مع ذلك لم يتركهم النبى عليه الصلاة والسلام ولم يتجاهل عطاسهم وحمدهم فهم يعطسون ويحمدون حتى يدعوا عليهم النبى عليه الصلاة والسلا م بالرحمة فلا يدعوا لهم بالرحمة لأن دعاء الكافر بالرحمة لا تجوز الله عزوجل قال النبى عليه الصلاة والسلام لما توفى عمه أبوا طالب وكان سندا عظيم له فى الدفاع عنه ومناصرته والحديث فى الصحيحن وغيرهما ثم مات عمه على الكفر وكان معه يحاول أن يشهد أن لا إله إلا الله كلمة يحاج بها عند الله لكن مات على الكفر نسأل الله العافية فحزن النبى عليه الصلاة والسلام حزنا شديدا قال كما فى الصحيحين (والله لأستغفرن لك مالم أنهى عنك) فأنزل الله عزوجل قوله فى سورة التوبة (ماكان لنبى والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربة من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم)( وما كان إستغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدوا لله تبراء منه ) *****سبحان الله إدا هده قاعدة عظيمة ومنهج شرعى يجب أن يفقه ندعوا للكافر بالتوفيق ندعوا له بالهداية نعزيه إدا مات قريب له أن يخلف الله عليه وأن يصبره وهدا من حسن الخلق ومن أسباب تأليف قلبه على الإسلام وهدا هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم لكن لا يجوز أن ندعوا له بالرحمة وبالمغفرة لأن دعائك للكافر خصوصا إدا مات بالمغفرة والرحمة محادة ومصادمة لحكم الله عزوجل الله عزوجل حكم عليه بأنه مخلدا فى النار وأنت تقول اللهم إرحمه اللهم إغفر له كيف ولهدا الله عزوجل قال لنبيه عليه الصلاة والسلام ما كان لنبى والذين أمنوا أن يستغفروا للمشركين لا يجوز لهم ولا يحق لهم لأن هدا معارضة ومصادمة لحكم الله عزوجل فيهم لكن تدعوا لهم بالهداية وفعلا نحن مئمورون بهدا وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام اللهم إهدى قومى فإنهم لا يعلمون قال اللهم إهدي دوسا وأتى بهم ودعى لجماعات كثيرة من الكفار ولأفراد كثيرين فيدعى للكفار بالهداية والتوفيق للخير لكن لا يدعى لهم بالمغفرة والرحمة حتى يسلموا إدا العجيب يا أخى فى هؤلاء اليهود أنهم يعرفون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعلمون أن دعوته مجابة ويريدون أن يدعوا لهم لكن سبحان الله يأبى حسدهم أن يسلموا ويتعاطسون يتكلفون العطاس ويقولون الحمد لله يرجون أن يقول يرحمكم الله لكنه عليه الصلاة والسلام يدعوا لهم بما شرعه الله فى دعاء الكافر الدعاء لهم بالهداية يهديكم الله ويصلح بالكم