انتهت اللجنة القومية للتحقيق وتقصى الحقائق فى أحداث ثورة ٢٥ يناير، من الاستماع إلى ١٢٠ شاهد عيان، أكدوا للجنة أن قناصة من الأمن كانوا يرتدون ملابسهم الرسمية فوق مبنى الجامعة الأمريكية وبعض المبانى المحيطة، أطلقوا النار على المتظاهرين بميدان التحرير، إضافة إلى تشكيلات كاملة من قوات الأمن المركزى أمعنت فى ضرب المتظاهرين ودهسهم بالسيارات.
وأضاف تقرير اللجنة: «ظهرت فوق كوبرى الجلاء بالقاهرة قوات عمدت إلى تفريق المتظاهرين بطلقات الرصاص الحى بقصد القتل العشوائى، الذى يصل إلى حد الإبادة والدهس بالسيارات والقنابل المسيلة للدموع»، ومن بين الوقائع إطلاق ١٤ رصاصة حية على أحد الشباب بعد تفاديه محاولة دهسه بإحدى السيارات، إضافة إلى إسقاط قتلى أمام مسجد عمر مكرم أحدهم كان يحمل فوق رأسه لافتة مكتوباً عليها «سلمية» تهشم رأسه بالكامل، واستدراج متظاهرين إلى شوارع جانبية لقتلهم دون رحمة لمن يسقط أرضاً لضمان إنهاء حياته.
وشرح العديد من شهود العيان مشهد إطلاق الشرطة الأعيرة النارية والمطاطية والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين، ما أدى إلى وفاة عدد منهم، تحديداً يوم ٢٨ يناير، وقال الشهود إن أماكن تمركز القناصة كانت أعلى أسطح «مجمع التحرير» وفندق «رمسيس هيلتون» و«مبنى الجامعة الأمريكية» وديوان وزارة الداخلية القريب من ميدان التحرير.
واستجوبت اللجنة عدداً من الأطباء، الذين أشرفوا على علاج المصابين فى موقع الأحداث ومستشفى قصر العينى، وقدم أحد الأطباء عدة صور فوتوغرافية لمصابين وقتلى بأعيرة نارية ومطاطية، ولاحظت اللجنة أن الإصابات جاءت فى منطقة الرأس والرقبة والجزء العلوى من الجسم، وقال طبيب آخر إنه شاهد عربة إسعاف من مستشفى قصر العينى الجديد فى ميدان التحرير محملة بالبلطجية، وكلفت اللجنة عدداً من الفنيين بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية بتفريغ أشرطة الفيديو، التى وردت إليها من هيئة الاستعلامات والقنوات التليفزيونية والأفراد، بشأن أحداث ٢٥ يناير، وإرسال ما جمعته اللجنة من أدلة إلى النيابة العامة