طه حسين تاريخ التسجيل : 27/05/2009
| موضوع: شفيق أم مُرسى.. مُرسى أم شفيق؟ السبت يونيو 23, 2012 1:18 pm | |
| لا يكاد يذهب الإنسان إلى مكان ويلتقى أياً من أهلنا من المواطنين إلا ويسألك أحدهم أو يعلن لك موقفه من الانتخابات الرئاسية: إما شفيق أو مرسى (مع حفظ الألقاب)، أو المقاطعة. هناك حيرة وقلق وإحساس بالتطلع إلى مستقبل أفضل.
أما الحيرة فلأنه لا يوجد نمط القيادات التقليدية التى اعتدنا عليها من أيام عرابى، ومصطفى كامل، وسعد زغلول، وجمال عبدالناصر. والشخص الذى كان مرشحا للعب هذا الدور بامتياز كان الدكتور محمد البرادعى، أمَا وأن اسمه ليس على قائمة المرشحين، فالاختيار قائم على أساس المفاضلة بين بديلين لم يكونا مطروحين بقوة إلا بعد انسحاب غيرهما.
وبالنظر إلى طريقة تفكير بعض المصريين نجد أننا أمام خمسة أنماط:
أولا: نمط الخوف من مرسى (ومن ثم الإخوان) وبالتالى التصويت لصالح شفيق (ومن ثم النظام القديم).
ثانيا: نمط الخوف من شفيق (ومن ثم النظام القديم) وبالتالى التصويت لصالح مرسى (ومن ثم الإخوان).
ثالثا: نمط الخوف من الاثنين (ومن ثم الخوف من النظام القديم وكذلك الإخوان)، وهو ما جعل قطاعا من القوى السياسية تبحث فى صيغة مركبة تقوم على الضغط من أجل تطبيق مادة العزل على الفريق شفيق (ومن ثم إعادة الانتخابات برمتها من البداية)، وصيغة المجلس الرئاسى (أو على الأقل الفريق الرئاسى) بحيث يتم تخفيف مخاوفهم من فوز مرسى بوجود أكثر من فاعل سياسى فى عملية صنع القرار الرئاسى.
رابعا: نمط الإحباط مما أنتجته الثورة من نتائج على أصعدة مختلفة بعد موجة الآمال الضخمة والمتزايدة بما جعل عددا من النشطين يعلنون أنهم سيقاطعون أو سيبطلون أصواتهم.
خامسا: نمط الثقة المستحقة بالنفس والتى تقول لا خوف من شفيق ولا خوف من مرسى ولا من أى رئيس تحت أى اسم. إذا كان الخوف من شفيق لأن وراءه مؤسسات الدولة (المدنية والعسكرية) وإذا كان الخوف من مرسى لأن وراءه الأغلبية الداعمة له، فلا ينبغى أن ننسى أن مبارك كان يجمع بين الاثنين وكانت عاقبة أمره خسرا لأنه تجرأ واستبد. لا يوجد عندى شك فى أن الشعب أقوى من حكامه طالما أن مشاهد الميدان ليست بعيدة عن الشعب وعن الحكام.
الثورة لم تتخلص من مبارك، ولكنها تخلصت من كل «مبارك».. نمط العلاقات الاستبدادية والاستغلالية التقليدية انتهى إلى الأبد، ولكن هذا لا يعنى أننا سننتقل إلى مجتمع مثالى. هذا أيضا مستحيل لأن المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة لم تزل بعيدة عنا ولكن على الأقل نحن على علم بأن الانتخابات القادمة لن تكون الأخيرة، وأننا سنحمى الصناديق وسنسجل أى مخالفات بأنفسنا ولن نسمح بتلاعب أو تزوير.
هذه الثورة جاءت على غفلة، الثورة أخذتنا جميعا على حين غرة. لا النخبة الحاكمة ولا النخبة المعارضة ولا جموع الشعب كانوا يعلمون أن بيننا هذا الشباب النابض بالأمل والمستعد للتضحية من أجل أن نرتقى من البحث عن حقوقنا «الحيوانية» إلى حقوقنا «الإنسانية».
المجد للشهداء والنصر لمصر ولأمتها العربية، والغد أفضل بإذن الله تعالى.
تسهيلاً على زوارنا الكرام يمكنك الرد من خلال تعليقات الفيسبوك
|
|