سلسلة مقالات الإخوان والجيش والثوره رقم 4
نعود وأياكم لأستكمال هذه السلسله بعد طلب الكثيرين العوده لأستمراريتها والقرارالنهائى للتفاعل المباشر والغير مباشر حسبما يردنا من تقنيات الأنترنت وسنحاول أن تكون السلسله يوميه لكن هذا ليس بوعد لكن نوعدكم أن تكون الحلقات دسمه وطويله ومترابطه والآن هيا بنا فلاش باك لنعيش الأحداث
وقع حادث مهم فى تاريخ مصر الحديث والمعاصر بل فى تاريخها الوطنى والقومى كان بداية مرحله جديده من مراحل الكفاح ذلك هو إعلان إلغاء معاهدة 26 أغسطس عام 1936 إجتمع البرلمان بمجلسيه ((النواب والشيوخ)) مساء ذلك اليوم وألقى النحاس باشا رئيس الوزراء وقتها بياناً تفصيلياً عن سياسة الحكومه أعلن فيه قطع المفاوضات السياسيه التى كانت قائمه فى عهد وزارة الوفد بين الحكومتين المصريه والبريطانيه بعد أن تبين عدم جدواها كما أعلن إلغاء معاهدة 26 أغسطس 1936 وإتفاقيتى 19 يناير و10 يوليه عام 1899 فى شأن إدارة السودان واخد بالك يازوول وقدم إلى البرلمان المراسيم بمشروعات القوانين المتضمنه هذا الإلغاء
صدر القانون الرقم 175 لعام 1951 وممكن ترجع بنفسك لهذه القوانين على مواقع الأنترنت بإنهاء العمل بأحكام معاهدة 1936 موقعاً بتوقيع رئيس مجلس الوزراء مصطفى النحاس والملك فاروق
أستقبل الشعب المصرى إلغاء معاهدة 1936 بالغبطه والحماسه وخلى بالك أنا مقلتش بفرحه وركز معايا فى المصطلحات علشان حضرتك عارف أنى دقيق حبتين فى المصطلحات وأبدى إستعداده للتضحيه والفداء وتجاوب الشعب مع الحكومه فى مقاومة الأحتلال البريطانى فى منطقة السويس
نيجى بقى نشوف موقف الأنجليز من ألغاء المعاهده وياريت ترجع لمقال مسمار جحا صرح هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا أن بريطانيا ستقابل القوه بالقوه إذا اقتضى الأمر لبقاء قواتها في منطقة قناة السويس (( مسمار جحا )) وأن الحكومه البريطانيه العظمى لن تذعن لمحاولة مصر تمزيق المعاهده وأصدرت السفاره البريطانيه فى القاهرة مساء 8 أكتوبر عام 1951 بياناً أعلنت فيه أن إلغاء الحكومه المصريه للمعاهده من جانب واحد عمل غير قانونى وخلى بالك هو هنا اللى بيحدد القانونى من غير القانونى ويخالف أحكام المعاهده وأن الحكومه البريطانيه تعتبرها سارية المفعول وتعتزم التمسك بحقوقها بمقتضى هذه المعاهده
ألقى ونستون تشرشل زعيم المحافظين وزعيم المعارضه وقتها خطاباً في مجلس العموم أيد فيه موقف حكومة العمال وخلى بالك هنا وقت الجد الحكومه والمعارضه لازم تبقى أيد واحده مش زى عندنا حالياً وقال إن إقدام حكومة مصر على إجلاء الإنجليز عن منطقة قناة السويس والسودان ضربه أخطر وأكثر مهانه لكرامة بريطانيا العظمى من إضطرارها إلى الجلاء عن عبدان بإيران
ترتب على إلغاء المعاهده من ناحية الحكومه إلغاء جميع الإعفاءات الماليه التي كانت ممنوحه للسلطات العسكريه البريطانيه بمقتضى تلك المعاهده وهى تشمل الرسوم الجمركيه على المهمات والأسلحه والعتاد ومواد التموين وما إلى ذلك وأمتنعت الحكومة عامةً عن أداء التسهيلات والخدمات التى كانت تؤديها للسلطات العسكريه البريطانيه ومنها مواد التموين ومنعت وصول ضباط وأفراد القوات البريطانيه إلى داخل البلاد وحرمت دخول الرعايا البريطانيين المدنيين الذين كانوا يعملون في خدمة القوات البريطانيه القادمين من الخارج ما لم يكونوا حاملين لجوازات سفر معتمده من السلطات القنصليه المصريه في البلاد القادمين منها وأنهت تصاريح الإقامه للبريطانيين الذين كانت إقامتهم فى البلاد لسبب الخدمه فى القوات العسكريه البريطانيه أو لصالحها
أما من ناحية الشعب فقد بدأ الكفاح فى القناه وأضرب العمال المصريون فى المعسكرات البريطانيه عن العمل فيها وأنسحبوا جميعاً منها واخد بالك ياحازق ياعبدالعظيم ويذكر خالد محيى الدين في مذكراته معلقاً على أحداث هذه الفتره بقوله بعد إلغاء معاهدة 1936 بدأت على الفور عمليات فدائيه ضد قوات الأحتلال في منطقة القناه وتفجر الغضب الشعبى بصوره لم يسبق لها مثيل وتساقط الشهداء وعجزت قوات البوليس عن مواجهة قوات الأحتلال وتسائل الناس وكانوا على حق تماماً أين الجيش؟؟؟
ويستكمل زكريا والحقيقه أننا بدأنا نشعر بحرج شديد وكنا قد طالبنا بإحالة عدد من الضباط إلى الإستيداع ليتمكنوا من السفر إلى القناه ورفض طلبنا
تطوع كثير من الشباب فى كفاح الإنجليز فى القناة وألفوا من بينهم كتائب سميت كتائب الفدائيين أو كتائب التحرير تكونت فى القاهره وفى المدن والقرى الواقعه فى منطقة القناه أو القريبه منها وكان لهذه الكتائب عمل إيجابى جليل فى تنظيم حركة الكفاح وبث روح المقاومه في نفوس المواطنين ويقول خالد محيي الدين ومع تصاعد الأحداث تصاعد الحرج وقررنا أن يتوجه عدد من الضباط بشكل جماعى إلى رئاسة أركان حرب بكوبرى القبه مطالبين بالسماح لهم بالسفر إلى القناه للوقوف مع الشعب فى مواجهة الأحتلال لكن القائمقام رشاد مهنا عضو مجلس الوصايه فيما بعد وكان على صله بالضباط الأحرار أعترض على ذلك قائلاً أن حركه كهذه قد تؤدى إلى كشف العديد من الضباط وقد تؤدى إلى إعتقالهم وإلى إجهاض حركتنا وبالفعل صرفنا النظر عن ذلك لكن عددا من الضباط الأحرار بدأ فى السفر إلى منطقة القناه للإسهام فى المعارك وفى هذه الأثناء بدأنا فى تجميع كميات كبيره من الذخيره والأسلحه وكان هذا سهلاً للغايه ففى عمليات التدريب على ضرب النار كان من السهل أن يقرر ضابط أن رجاله ضربوا 100000 طلقه بينما هم أستهلكوا فقط 20000 طلقه وهكذا تجمعت لدينا كميات هائله أعطينا قسما منها للإخوان المسلمين وقسما آخر تسلمه أحمد فؤاد ليوصله إلى (( حدتو )) وقد أبدى عبدالناصر دهشته عندما أبلغته بذلك وقال أنا أعرف أن الشيوعيين بتوع كلام وسياسه ومش بتوع عمل مسلح ولكننى أبلغته أن لهم مجموعه فى القناه أسمها الأنصار ووافق على تسليمهم الذخيره والسلاح
هنا الكلام للسفير جمال الدين منصور قمنا بالأتصال بحزب مصر الفتاه ورئيسه أحمد حسين وبدأنا فى تقسيم قوات الفدائيين إلى جماعات على ألا تزيد أى جماعة على عشرة أفراد ونشط الزملاء فى تدريب المواطنين وكنا نبدأ بالتدريب النظرى على مختلف الأسلحة الخفيفه والقنبله اليدويه والبندقيه لى إنفيلد ثم ننتقل بهم إلى أماكن غير آهله بالسكان وكان كفافى قد أختار لنا مقابر الغفير وذلك لإجراء التدريبات العمليه حول إستعمال الأسلحه المختلفه وخاصةً القنابل اليدويه وكان يحضر إلى منزلى بالزيتون مجموعه من الشباب بين الطالب والعامل وذلك للتدريب النظرى والأستماع إلى شرح أجزاء الأسلحه الخفيفه المختلفه تمهيدا للذهاب إلى التدريب العملى فى أرض المقابر ثم القيام بعد ذلك بالعمليات المطلوبه منهم فى القناه
كما شارك أحرار الفرسان في الكثير من العمليات الفدائية في منطقة قناة السويس، ويذكر السفير جمال منصور: قاد عبدالحميد كفافي، أحد أفراد مجموعة الفرسان المؤسسين للتنظيم، بعض الأفراد الذين كانوا يقومون بالتدريب بشكل منتظم، إلى منطقة القناة وهاجم معسكر التل الكبير، ونسف السكة الحديد أمام بوابة المعسكر، مما أدى إلى انقلاب أحد القطارات المحملة بالمؤن وبعض المعدات الحربية، وعاد في الليلة نفسها، ومعه فريقه إلى القاهرة. وقد صدر بيان من محطة إذاعة لندن بتلك العملية.
والكلام لسه على لسان السفير كما قامت جماعات من تنظيم الضباط الأحرار بعد إنضمام تنظيم ضباط الفرسان والإخوان الضباط والضباط الذين كانوا ضمن تنظيم حدتو بالإسهام بدور كبير مع مجموعات الفدائيين فى منطقة القناه فى غارات حرب العصابات ضد المعسكرات وأمدوهم بالأسلحه والذخيره التى أمكن الحصول عليها من مخازن الجيش وأعدوا الخطط لمعظم عمليات الفدائيين الهجوميه كما أعدت رئاسة تنظيم الضباط الأحـرار لغماً ضخماً أطلق عليه اسم التيتل لاستخدامه فى إغراق أى سفينه فى مجرى القناه لتعطيل الملاحه فيها عند اللزوم
ماذا حدث بعد ذلك فى معركة الزيتيه ومذبحة الأسماعيليه وتفاصيلها هذا موعدنا معه فى الحلقه القادمه مع
#فريق_مصر_أم_الكون سيكون معهم وينقل لكم
#جنرال_بهاء_الشامى في أغسطس 27, 2017